{وَهُوَ الذي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ. .}[الأنعام: ١٤١]
ومادة العرش تدل على العلو، ومنه قيل للسقف «عرش» ويطلق العرش أيضاًَ على السرير؛ مثل قوله الحق « {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العرش} .
ويطلق العرش على الملك مثل قوله الحق:{وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} .
كل ذلك يدل على» العلو «وقوله الحق هنا: {مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} ، أي أن الزرع من نوع العنب، حين نعني به نجعل له القوائم والقواعد التي يقوم عليها؛ لأن امتداد أغصانه اللينة لا تنهض أن تقوم وحدها، ولكن هناك نوع أيضاً يقوم وحده نسميه العنب الأرضي، وكأن الكلام فيما يختص بالكَرْم. أي: أنك إذا ما نظرت إلى الزرع الذي لا ساق له كالبطيخ، والشمام، وكالكوسة، وكل الزروع التي ليس لها ساق تجدها مفروشة في الأرض أي غير قائمة على قواعد وقوائم وعروش. وإن كنا الآن نحاول أن نرفعها لنعطي لها قوة الإنتاج. والكلام جاء على ما كان موجوداً عند العرب أيام بعثة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ {وَهُوَ الذي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ والنخل والزرع} . والزرع يطلق ويراد به ما نقتات به من الحبوب.