يشاء ويعطيه لمن يشاء. . ولذلك حينما يأتي يوم القيامة ويُهلك الله الأرض ومن عليها. . يقول سبحانه:{لِّمَنِ الملك اليوم}[غافر: ١٦]
ويرد جل جلاله بشهادة الذات للذات فيقول:{لِلَّهِ الواحد القهار}[غافر: ١٦]
ومادام الله هو المالك وحده. . فإنه يستطيع أن ينزع من اليهود وغيرهم ومن الدنيا كلها ما يملكونه. . ويحدثنا العلماء أن العسَسَ وهم الجنود الذين يسيرون ليلا لتفقد أحوال الناس وجدوا شخصا يسير ليلا. . فلما تقدموا منه جرى فجروا وراءه إلى أن وصل إلى مكان خرب ليستتر فيه. . تقدم العسس وأمسكوا به وإذا بهم يجدون جثة قتيل في المكان. . فقالوا له أنت القاتل لأنك جريت حين رأيتنا ولأنك موجود الآن في المكان الذي فيه جثة القتيل.
. فأخذوه ليحاكموه فقال لهم أمهلوني لأصلي ركعتين لله. . فأمهلوه فصلى ثم رفع يديه إلى السماء وقال اللهم إنك تعلم أنه لا شاهد على براءتي إلا أنت. . وأنت أمرتنا ألا نكتم الشهادة فأسألك ذلك في نفسك. . فبينما هم كذلك إذا أقبل رجل فقال. . أنا قاتل هذا القتيل وأنا أقر بجريمتي. . فتعجب الناس وقالوا لماذا تقر بجريمتك ولم يرك أحد ولم يتهمك أحد. . فقال لهم والله ما أقررت إنما جاء هاتف فأجرى لساني بما قلت. . فلما أقر القاتل بما فعل وقام ولي المقتول وهو أبوه فقال. . اللهم إني أشهدك إني قد أعفيت قاتل ابني من دينه وقصاصه.
انظر إلى طلاقة قدرة الحق سبحانه وتعالى. . القاتل أراد أن يختفي ولكن أنظر إلى دقة السؤال من السائل أو المتهم البريء. . وقد صلى ركعتين لله. . لأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ علمنا أنه إذا حزبنا أمر قمنا إلى الصلاة فليس أمامنا إلا هذا الباب. . وبعد أن صلى سأل الله أنت أمرتنا ألا نكتم الشهادة ولا يشهد ببراءتي أحد إلا أنت فأسألك ذلك في نفسك وبعد ذلك كان ما كان.