كتبتها له أو الشيك أو إيصال الأمانة. . وأضعف الإيمان أن تطلب منه شهودا على أنك أخذت منه المال. . ولكن قبل أن تطالبه بالدليل. . يجب أن تكون واثقا من نفسك وأنه فعلا يكذب وأنك لم تأخذ منه شيئا.
إذن فقوله الحق سبحانه:{هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} . . كلام من الله يؤكد أنهم كاذبون. . وأنهم لو أرادوا أن يأتوا بالدليل. . فلن يجدوا في كتب الله ولا في كلام رسله ما يؤكد ما يدعونه، وإن أضافوه يكن هذا افتراء على الله ويكن هناك الدليل الدامغ على أن هذا ليس من كلام الله ولكنه من افتراءاتهم.
إذن فليس هناك برهان على ما يقولونه. . ولو كان هناك برهان ولو كان في هذا الكلام ولو جزءا من الحقيقة. . ما كان الله سبحانه وتعالى يطالبهم بالدليل.
إذن لا تقول هاتوا برهانكم إلا إذا كنت واثقا أنه لا برهان على ما يقولون؛ لأنك رددت الأمر إليه فيما يدعيه. . وهو يحب أن يثبته ويفعل كل شيء في سبيل الحصول على برهان. . ولا يمكن أن يقول الله:{هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} . . إلا وهو سبحانه يعلم أنهم يكذبون. . ولذلك قال:{إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} . . أي إن كنتم واثقين من أن ما تقولونه صحيح؛ لأن الله يعرف يقينا أنكم تكذبون.