الرب. . والرب معناه المربي الذي يأخذ من يربيه بأساليب تؤهله إلى الكمال المطلوب منه. . ومن أساس التربية أن يمتحن المربي من يربيه ليعلم هل نجح في التربية أم لا؟ والابتلاء هنا بكلمات والكلمات جمع كلمة. . والكلمة قد تطلق على الجملة مثل قوله تعالى:{وَيُنْذِرَ الذين قَالُواْ اتخذ الله وَلَداً مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً}[الكهف: ٤ - ٥]
إذن فالكلمة قد تطلق على الجملة وقد تطلق على المفرد. . كأن تقول مثلا محمد وتسكت. . وفي هذه الحالة لا تكون جملة مفيدة. . والكلمة المرادة في هذه الآية هي التكليف من الله.
قوله سبحانه إفعل ولا تفعل. . فكأن التكليف من الله مجرد كلمة وأنت تؤدي مطلوبها أو لا تؤديه. . وقد اختلف العلماء حول الكلمات التي تلقاها إبراهيم من ربه. . نقول لهم أن هذه الكلمات لابد أن تناسب مقام إبراهيم أبي الأنبياء. . إنها ابتلاء يجعله أهلا لحمل الرسالة. . أي لابد أن يكون الابتلاء كبيراً. . ولقد قال العلماء إن الابتلاءات كانت عشرة وقالوا أربعين منها عشرة في سورة التوبة وهي قوله تعالى:{التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عَنِ المنكر والحافظون لِحُدُودِ الله}[التوبة: ١١٢]
وهذه رواية عبد الله بن عباس. . وعشرة ثانية في سورة المؤمنون. وفي قوله سبحانه: