يابن آدم مرضت فلم تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده. . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده. يابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه. . أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي. يابن آدم استسقيتك فلم تسقني؟ قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه. أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي»
فإذا مرض إنسان فقد سُلبت منه العافية فلا يستطيع أن يسير ولا أن يتحرك، بل يرقد في فراشه ليتألم، ويوضح لنا الحق سبحانه وتعالى: أنا إن سلبت منه العافية، وهي نعمة فأنا عنده. ولذلك إياك أن تفزع إذا تركتك النعمة ما دام المنعم معك. والمريض المؤمن يستشعر أن الله معه.
وحين يكون المسلم في معيّة الله فإن مقاييس المادة والبشريات لا تجيء أبداً، والمثال هو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأبو بكر في الغار، وقد جاء الكفار عند باب الغار فرآهم أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فقال: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا. هذا كلام منطقي مع النظرة المادية، فلو انحنى أحد هؤلاء الكفار ونظر من باب الغار لرأى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأبا بكر، وأراد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أن يطمئن أبا بكر وينفي عنه ما جاء في باله من خوف أن يراهما الكفار. كان المفروض أن يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: يا أبا اطمئن، إنهم لن ينظروا داخل الغار، ولكن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما وفي ذلك قال الإمام أحمد عن أنس أن أبا بكر حدثه قال: «قلت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ونحن