رسله هي الصبغة الإلهية التي تتغلغل في الجسد البشري. . ولماذا كلمة صبغة؟ حتى نعرف أن الإيمان يتخلل جسدك كله. . إنه ليس صبغة من خارج جسمك ولكنها صبغة جعلها الله في خلايا القلب موجودة فيه ساعة الخلق. . ولذلك فإن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول:
«كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه»
فكأن الإيمان صبغة موجودة بالفطرة. . إنها صبغة الله. . فإن كان أبواه مسلمين ظل على الفطرة. وإن كان أبواه من اليهود أو النصارى يهودانه أو ينصرانه أي يأخذانه ويضعانه في ماء ويقولون صبغناه بماء المعمودية. . هذا هو معنى صبغة الله.
ويريد الحق سبحانه أن يبين لنا ذلك بأن يجعل من آيات قدرته اختلاف ألواننا. . هذا الاختلاف في اللون من صبغة الله. . اختلاف ألوان البشر ليس طلاء وإنما في ذات التكوين. . فيكون هذا أبيض وهذا أسمر وهذا أصفر وهذا أحمر، هذه هي صبغة الله. . وما يفعلونه من تعميد للطفل لا يعطي صبغة.
لأن الإيمان والدين لا يأتي من خارج الإنسان وإنما يأتي من داخله. . ولذلك فإن الإيمان يهز كل أعضاء الجسد البشري. واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى:{الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر: ٢٣]
هذا هو التأثير الذي يضعه الله في القلوب. . أمر داخلي وليس خارجيا. . أما إيمان غير المسلمين فهو طلاء خارجي وليس صبغة لأنهم تركوا صبغة الله. . ونقول لهم: لا. هذا الطلاء من عندكم أنتم، أما ديننا فهو صبغة الله. .