وفساد كبير «قالوا يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال» إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه «ثلاث مرات» .
وكذلك قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: في حديث له: «فاظفر بذات الدين تربت يداك» .
والحديث فيما يرويه عنه أبو هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يقول: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» .
فإذا كان الإسلام قد احترم هذا الصبي في كل حقوقه، ألا يحترمه المسلمون؟ .
وقد يقال إن الصبي منتفع بالإسلام، أما المجنون فلا عقل له حتى إن الله عَزَّ وَجَلَّ قد أعفاه من التكاليف، ونقول: انظروا إلى المجنون بالنسبة لأصحاب العقول، صاحب العقل قصارى ما يصل إليه أن تكون كلمته نافذة لا يعترض عليه أحد، وأن يقول ما يريد ولا يحاسبه أحد، أما المجنون فهو يصل إلى هذا؛ لأنه إن قال قولاً فلا أحد يعترض عليه، وإن فعل فعلاً غير لائق فلا أحد يحاسبه، بل إنه سبحانه وتعالى لا يحاسبه يوم القيامة.
إذن فالمجنون قد أخذ حظا أكثر مما يأخذه العقلاء، وصار جنونه حماية وحصانة له إن قال كلمة الحق التي قد تؤذي ذوي النفوذ فلا يعاقبه أحد، ويكفي أن يقال إنَّه مجنون حتى يعفى من العقاب، ورب كلمة حق واحدة تصدر من مجنون؛ تكون أرجح عند الله عَزَّ وَجَلَّ من أصحاب عقول كثيرة ظلوا طوال حياتهم ينافقون ويكذبون ويفعلون ما يغضب الله.