وهي العليا. ولهذا لم يعطفها بالنصب؛ لأن كلمة الحق سبحانه وتعالى هي العليا دائماً وأبداً وأزلاً.
وإن كان الكفار قد أرادوا قتل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، أو أن يخرجوه إلى مكان بعيد لا يستطيع فيه أن يمارس دعوته، أو يحبسوه، فإنهم لم يظفروا بشيء من هذا؛ لأن الله عزيز لا يُغلَبُ، وعِزَّته مبنية على الحكمة.
وهنا يريد الحق سبحانه وتعالى أن يلفت المؤمنين إلى أن تثاقلهم عن الجهاد في غزوة تبوك لن يضر الدعوة شيئاً؛ لأن الله قد نصر رسوله وهو وحده، ونصره بجنود لم يَرَوْهَا، فإذا كان النصر لا يحتاج إلا لكلمة الله، ولا يتم إلا بإرادة الله، فلماذا إذن التثاقل؟
ويقول سبحانه بعد ذلك:{انفروا خِفَافاً وَثِقَالاً وجاهدوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ الله ... }