منهجه، أما موقف الكافرين فهو مختلف؛ لذلك يقول الحق سبحانه:{قَالَ الكافرون إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ}[يونس: ٢]
ولماذا جاء سبحانه بخبر الكافرين هنا رغم أن الموقف هو إنذار وبشارة؟
ونقول إن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حين أبلغ المنهج عن الله، استقبله أهل الإيمان بالتصديق، أما الكافرون فقد اختلف موقفهم، فَإِتَّهمَ بعضهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بأنه ساحر.
وجاء قول الحق على هذه الصورة المبينة بالآية؛ لأن القرآن يحذف أشياء أحياناً، لأن لباقة السامع ستنتهي إليها، فلا يريد أن يكرر القول. وانظر إلى قصة بلقيس، حيث نجد الهدهد يقول لسيدنا سليمان:{أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ... }[النمل: ٢٢]
هذا هو الهدهد وهو المخلوق الأقل من سليمان عليه السلام يقول له: لقد عرفت ما لم تعرفه أنت، وكأن هذا القول قد جاء؛ ليعلمنا حسن الأدب مع من هو دوننا، فهو يهب لمن دوننا ما يُعَلِّمُه لنا، ألم يُعلِّمنا الغراب كيف نواري سوأة الميت؟