إذن: فالحق سبحانه يهدي للمؤمنين نوراً فوق نورهم في الآخرة.
والآية تحتمل الهداية في الدنيا، وتحتمل الهداية في الآخرة.
ويصف الحق سبحانه حال المؤمنين في الآخرة فيقول:{تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنهار فِي جَنَّاتِ النعيم}[يونس: ٩] .
وقلنا: إن الجنة على حوافِّ الأنهار؛ لأن الخضرة أصلها من الماء. وكلما رأيتَ مجرى للماء لا بد أن تجد خضرة، والجنات ليست هي البيوت، بدليل قول الحق سبحانه:{وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ... }[التوبة: ٧٢] .
ونجد الحق سبحانه يقول مرة:{تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهار ... }[التوبة: ١٠٠] .
ويقول سبحانه في مواضع أخرى:{تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ... }[البقرة: ٢٥] .
والحق سبحانه يعطينا صوراً متعددة عن الماء الذي لا ينقطع، فهي مياه ذاتية الوجود في الجنة لا تنقطع أبداً.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك:{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهم وَتَحِيَّتُهُمْ ... } .