ولذلك فالتلميذ الذكي هو من يقوم بما يسمِّيه علم النفس «عملية الاستصحاب» ، أي: أن يقرأ الدرس ثم يغلق الكتاب؛ ليسأل نفسه:«ما الجديد من المعلومات في تلك الصفحة؟» ويحاول أن يتذكر ذلك، ويحاول أن يتعرف حتى على الألفاظ الجديدة التي في تلك الصفحة، وما هي الأفكار الجديدة التي صحَّحَتْ له معلومات أو أفكاراً خاطئة كانت موجودة لديه.
وهكذا يستصحب الطالب معلومات بتركيز وانتباه.
وكذلك الأستاذ المتميز هو من يشرح الدرس ثم يتوقف؛ ليسأل التلاميذ؛ ليشير انتباههم؛ حتى لا ينشغل أحدهم بما هو خارج الدرس، والأستاذ المتميز هو الذي يلقي درسه بما يستميل التلاميذ، كما تستميلهم القصة المروية، وحتى لا تظل المعلومات الدراسية مجرد معلومات جافة.
وبهذا يستمر الذهن بلا غفلة، والغفلة تأتي إلى القضايا الدينية؛ لأن في الإنسان شهوات تصادم الأوامر والنواهي؛ فيتناسى الإنسان بعض الأوامر وبعض النواهي إلى أن يأتي الران الذي قال عنه الحق سبحانه:
{كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}[المطففين: ١٤]
ويبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذلك بالحديث الشريف:«نزلت الأمانة في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السُّنَّة» . ثم يحدثنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عن رفع الأمانة فيقول: «ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة