ولما جاء وقت ظهور محمد بن عبد الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بمكة، أسرعت الأوس والخزرج إلى الإيمان به، وقالوا: إنه النبي الذي تهددنا به يهود، فَلْنسبق إليه حتى لا يسبقونا.
هكذا كانت كلمة اليهود هي دافع الأوس والخزرج إلى الإيمان.
إذن: فالله ينصر دينه بالفاجر، رغم ظن الفاجر أنه يكيد للدين.
وكذلك حين جاءت لهم الرحمة بعد القحط أرجفوا وظلوا يحللون سبب سقوط المطر بأسباب علمية محدودة بالمادة، لا بالإيمان الذي فوق المادة.
ولذلك يقول الحق سبحانه هنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها:
{وَإِذَآ أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ في آيَاتِنَا قُلِ الله أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}[يونس: ٢١]