والأصنام كذلك ليس لها علم بمن ادَّعى ألوهيتها، ولكن الذي له علم بتلك الدعوة هو إبليس، ذلك أنه حينما عز عليه أنه عاص لله، أغوى آدم، ثم تاب آدم عليه السلام وقَبِل الله سبحانه وتعالى توبته، أما إبليس فلم يتب عليه الحق سبحانه؛ لأنه رد حكم المولى عَزَّ وَجَلَّ بالسجود لآدم، واستكبر، وظن نفسه أعلى مكانة. أما آدم عليه السلام فلم يرد الحكم على الله تعالى.
ومن ذلك نأخذ مبدأ إيمانياً موجزه أن الذين لا يقدرون على أنفسهم في أخضاعها لمنهج الله تعالى، فمن الخير لهم أن يقولوا: إن منهج الله سبحانه هو الصدق، وحكمه سبحانه هو الحق، ولكننا لم نستطع أن نُخضِعَ أنفسنا للحكم؛ وبذلك يخرجون من دائرة رد الأمر على الآمر، وبإمكانهم أن يتوبوا بنية عدم العودة إلى المعصية.
إذن: فالمخاصمة والمحاجّة موجهة من إبليس لذرية آدم، فقد أقسم