فالحق سبحانه وتعالى قد حدد الغاية من خَلْق الإنسان وحدّد قوانين صيانته، والشر الموجود حالياً بسبب الجهل بغاية الإنسان، والعدول عن المنهج الذي يجب أن يسير عليه الإنسان، فقال الحق سبحانه:{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يهدي إِلَى الحق}[يونس: ٣٥] .
أي: هل من هؤلاء الشركاء مَنْ يهدي الإنسان إلى غايته؟ هل قالت الشمس مثلاً غايتها؟ هل قالت الملائكة غايتها؟ هل قالت الأشجار أو الأحجار أو الرسل الذين عبدتموهم شيئاً غير مراد الله تعالى؟
إنهم آلهة لا يعرفون الغاية من العابد لهم، ولا يعرفون الطريق الموصل إلى تلك الغاية.
ولذلك يأتي القول الفصل:{قُلِ الله يَهْدِي لِلْحَقِّ}[يونس: ٣٥] .
فالله هداك أيها الإنسان إلى الحق في كل حركة تتحركها بالمنهج الذي أنزله الله سبحانه مكتملاً على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من بدء «لا إله إلا الله» إلى إماطة الأذى عن الطريق، وهو منهج مستوعب مستوفٍ لكل حركات الإنسان.
وجاءت الإجابة من الله تعالى على لسان رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ لأنهم انبهروا بالسؤال وتلجلجوا ولم يوجد عند أي منهم قدرة على المعارضة، فالغاية من خلق الإنسان وغيره يوجزها قول الحق سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦] .
والعبادة ليست أركان الإسلام فقط، بل هي عمارة الكون كبنيان حيّ