إذن: فالتأويل: إما أن يكون لمن بقي من الكفار فيرى ما أخبره به القرآن وقد جاء على وفق ما أخبر به نبيٌّ لا يملك أن يتحكم في مصائر الأشياء، وتأتي على وفق ما قال.
فكأن محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كان يجازف بأن يقول كلاماً لا يتحقق؛ فينصرف عنه الذين آمنوا به، ولكنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقل إلا ما هو واثق ومطمئن من وقوعه؛ لأن الخبر به جاء من لدن عليم خبير.
وإما أن التأويل أيضاً يأتي في الآخرة.
وهنا قال الحق سبحانه:{بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}[يونس: ٣٩] .
والحق سبحانه هنا يلفت رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إلى أن ما حدث معه قد حدث مع رسل من قبله، فقال سبحانه في نفس الآية:{كذلك كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظالمين}[يونس: ٣٩] .