إذن: فقولهم: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ}[يونس: ٥٣] لها أكثر من مرجع، كأنهم سألوا: هل القرآن الذي جئت به حق؟
وهل النبوة التي تدَّعيها حق؟
وهل الشرائع التي تقول: إن الله أنزلها كمنهج بحكم حركة الإنسان حق؟
وهل القيامة والبعث حق؟
وهل العذاب في الدنيا حق؟
إنها كلمة شاملة يمكن أن تؤول إلى أكثر من معنى.
ويأتي الجواب من الله تعالى:
{قُلْ إِي وربي إِنَّهُ لَحَقٌّ}[يونس: ٥٣] .
وأنت حين يستفهم منك أحد قائلاً: هل زيد موجود؟ فأنت تقول: نعم موجود. ولا تقول له: والله إن زيداً موجود؛ لأنك لن تؤكد الكلام لمن يسألك؛ لأنه لا ينكر وجود زيد.
إذن: فأنت لن تؤكد إجابةً ما إلا إذا كان هناك في السؤال شبهة إنكار.