للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنهم لن يروا النمل الصغير.

إذن: الذَّرُّ إما أن يكون النمل الصغير، وإما أن يكون الذرَّات الهبائية.

وأراد الله سبحانه أن يضرب لنا مثلاً بإحاطة علمه في أنه لا يعزب عنه مثقال ذرة.

ويعزب، أي: يغيب، ويقال: «هذا البئر ماؤه عازب» ، أي قادم من عمق بعيد، ويحتاج استخراجه إلى دَلْوٍ وحبال طويلة.

ونسمِّي الرجل الذي يبعد عن أهله «عَزَب» .

وقول الحق سبحانه: {وَمَا يَعْزُبُ} . أي: لا يبعد ولا يغيب عنه أصغر شيء ولا أكبر شيء.

يقول سبحانه ذلك؛ ليطمئننا أن كل خاطرة من خواطر الإنسان إنما يشهدها الله، ويَعْلَمُها، وهو المُجَازِي عليها.

وإن استطاع إنسان أن يُعمِّي على قضاء الأرض، فلن يستطيع أن يُعمِّي على قضاء السماء.

ومسألة الذرَّة والصغر يقول عنها الحق سبحانه:

<<  <  ج: ص:  >  >>