للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن متمول، والمتمول هو الذي يتحرك في الحياة حركة قد تكون لنفسه، وإن اتسعت حركته فستكون لأبنائه، وإن اتسعت أكثر فستكون لأحفاده.

والحق يقول: {وَآتَى المال على حُبِّهِ} وكلمة الحب مصدر، والمصدر أحيانا يضاف إلى فاعله، وأحيانا يضاف إلى المفعول الواقع عليه، مثلا كلمة «ضرب» نحن نقول: ضرب زيد عُمَرَ، وهكذا نجد ضاربا هو «زيد» ومضروبا هو «عمَر» .

وإذا قيل: «أعجبني ضَرْبُ زيدٍ» . إن قلت: «لعمر» عرفنا الضارب والمضروب، وإن سكت عند قولك: أعجبني ضرب زيد «فهي تحتمل معنيين، الضرب الصادر من زيد، أو الضرب الواقع على زيد. فساعة تأتي بالمصدر ويضاف إلى شيء فيصح أن يضاف إلى فاعله وأن يضاف إلى مفعوله.

{وَآتَى المال على حُبِّهِ} يمكن أن نفهمه على أكثر من معنى: يمكننا أن نفهمها على أنه يعطي المال وهو يحب المال، ويحتمل أن نفهمها على أنه يؤتي المال لأنه يحب أن يعطي مما يحبه من المال عملا بقول الله تعالى {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} . . وهي تحتمل المعنيين. ويمكن أن تُصَعِّد المعنى فيصير» وآتى المال على حب الإيتاء أي الإعطاء «أي يُحب الإعطاء وترتاح نفسه للإعطاء، ومن الممكن تصعيدها تصعيدا آخر يشمل كل ما سبق فيصبح المعنى: وآتى المال على حب الله الذي شرع له ذلك، وكل هذه المعاني محتملة.

والحق يقول: {وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [الإنسان: ٨]

ويقول سبحانه أيضا: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>