للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن: فالسبحانية لله أزلاً، وسبَّح ويسبِّح الخَلْق وكل الوجود بعد أن خلقه الله سبحانه، سموات وأرض وما فيهما ومن فيهما، وما بقى إلا أنت أيها الإنسان فسبِّحْ باسم ربك الأعلى.

وفي الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها يقول الحق سبحانه:

{قَالُواْ اتخذ الله وَلَداً سُبْحَانَهُ} [يونس: ٦٨] .

وعلة التسبيح والتنزيه عن أن يكون له ولد تأتي في قوله تعالى: {هُوَ الغني} ؛ لأن اتخاذ الولد إنما يكون عن حاجة، إما استعانة، وإما اعتماداً، وإما اعتداداً، وإما امتداداً، وكل هذه أمور باطلة بالنسبة له سبحانه، وهو الحق الأعلى، وهو سبحانه القائل في آية أخرى:

{وَقَالُواْ اتخذ الله وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السماوات والأرض كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [البقرة: ١١٦] .

والقنوت معناه: الإقرار بالعبودية لله تعالى والخضوع له وإطاعته.

ويقول سبحانه في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها:

{إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بهاذآ أَتقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [يونس: ٦٨] .

و «إنْ» قد تأتي للنفي في مثل قول الحق سبحانه:

{إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللائي وَلَدْنَهُمْ} [المجادلة: ٢] .

وفي قول الحق سبحانه هنا:

<<  <  ج: ص:  >  >>