لأن المؤمن يحمد الله على نعمه في الدنيا. . ثم يحمده عندما ينجيه من النار والعذاب ويدخله الجنة في الآخرة. . فلله الحمد في الدنيا والآخرة.
ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال:
«كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بباسم الله الرحمن الرحيم أقطع»
ومعنى أقطع أي مقطوع الذنب أو الذيل. . أي عمل ناقص فيه شيء ضائع. . لانك حين لا تبدأ العمل باسم الله قد يصادفك الغرور والطغيان بأنك أنت الذي سخرت ما في الكون ليخدمك وينفعل لك. . وحين لا تبدأ العمل باسم الله. . فليس لك عليه جزاء في الآخرة فتكون قد أخذت عطاءه في الدنيا. . وبترت أو قطعت عطاءه في الآخرة. . فإذا كنت تريد عطاء الدنيا والآخرة. فأقبل على كل عمل باسم الله. . قبل أن تأكل قل باسم الله لأنه هو الذي خلق لك هذا الطعام ورزقك به. . عندما تدخل الامتحان قل بسم الله فيعينك على النجاح. . عندما تدخل إلى بيتك قل باسم الله لأنه هو الذي يسر لك هذا البيت. . عندما تتزوج قل باسم الله لانه هو الذي خلق هذه الزوجة وأباحها لك. . في كل عمل تفعله ابدأه باسم الله. . لأنها تمنعك من أي عمل يغضب الله سبحانه وتعالى. . فأنت لا تستطيع أن تبدأ عملا يغضب الله باسم الله. . اذا أردت أن تسرق أو أن تشرب الخمر. . أو أن تفعل عملا يغضب الله. . وتذكرت بسم الله. . فإنك ستمتنع عنه. . ستستحي أن تبدأ عملا باسم الله يغضب الله. . وهكذا ستكون أعمالك كلها فيما أباحه الله.
الله تبارك وتعالى حين نبدأ قراءة كلامه باسم الله. . فنحن نقرأ هذا الكلام لأنه من الله. . والله هو الاله المعبود في كونه. . ومعنى معبود أنه يطاع فيما يأمر به. . ولا نقدم على ما نهى عنه. . فكأنك تستقبل القرآن الكريم بعطاء الله في العبادة. . وبطاعته في افعل ولا تفعل. . وهذا هو المقصود أن تبدأ قراءة القرآن بسم الله الذي آمنت به ربا وإلها. . والذي عاهدته على أن تطيعه فيما أمر وفيما نهى. . والذي بموجب عبادتك لله سبحانه وتعالى تقرأ كتابه لتعمل بما فيه. . والذي خلق وأوجد ويحيي ويميت وله الأمر في الدنيا والآخرة.