فكأنهم هم المستعلون على الحب؛ ليذهب بهم حيث يريدون.
وكذلك قول الحق سبحانه وتعالى:
{على خَوْفٍ}[يونس: ٨٣] .
أي: أنهم فوق الخوف يسير بهم إلى دهاليز توقُّع الآلام.
وهم هنا آمنوا:{على خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ}[يونس: ٨٣] .
والكلام هنا من الحق الأعلى سبحانه يبيِّن لنا أن الخوف ليس من فرعون؛ لأن فرعون إنما يمارس التخويف بمن حوله، فمثلهم مثل زُوَّار الفجر في أي دولة لا تقيم وزناً لكرامة الإنسان.
وفرعون في وضعه ومكانته لا يباشر التعذيب بنفسه، بل يقوم به زبانيته.
والإشارة هنا تدل على الخوف من شيعة فرعون وملئهم.
وقال الحق سبحانه هنا:{يَفْتِنَهُمْ} ، ولم يقل:» يفتنوهم «؛ ليدلنا على ملحظ أن الزبانية لا يصنعون التعذيب لشهوة عندهم، بل يمارسون التعذيب لشهوة عند الفرعون.