ومثل ذلك قوله تعالى:{ياأيها الذين آمَنُواْ قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}[التحريم: ٦]
أي اجعلوا بينكم وبين النار حاجزاً. وقلنا: إن من العجب أن كلمة «اتقوا» تأتي إلى الشيء الذي هو «اتقوا النار» وتأتي إلى «اتقوا الله» ، كيف يكون التقوى في متناقضين؟
نعم: لأن معنى اتقوا النار، أي اجعلوا بينكم وبينها وقاية، وهل النار فاعلة بذاتها أم بتسليط الله لها على العاصي؟ إنها فاعلة بتسليط الله لها على العاصي. إذن اتقوا الله معناها اتقوا متعلق صفات الجلال من الله، لأن الله صفات جمال وصفات جلال فاجعلوا بينكم وبين صفات الجلال من الله وقاية، لأنكم لا تتحملون غضب الله، ولا قهر الله، ولا بطش الله، فاجعلوا بينكم وبين صفات جلاله وقاية، ومن آثار صفات جلاله النار. فالمسألة متساوية ولا تناقض فيها.
وبعد ذلك يقول الحق:{ياأيها الذين آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القصاص فِي القتلى ... }