وهذا الأمر نفهم منه أن الصلاة فيها استدامة الولاء لله تعالى، فنحن نشهد ألا إله إلا الله مرة واحدة في العمر، ونُزكِّي إن كان عندنا مال مرة واحدة في السنة، ونصوم إن لم نكن مرضى شهراً واحداً هو شهر رمضان، ونحج إن استطعنا مرة واحدة في العمر.
ويبقى ركن الصلاة، وهو يتكرر كل يوم خمس مرات، وإن شاء الإنسان فَلْيُزِد، وكأن الحق سبحانه وتعالى هنا ينبه إلى عماد الدين وهي الصلاة.
ولكن مَن الذي اختار المكان في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها؟ هل هو موسى وأخوه هارون؟ أم أن الخطاب لكل القوم.
نلحظ هنا أن الأمر بالتبوّء هو لموسى وهارون عليهما السلام أما الأمر بالجعل فهو مطلوب من موسى وهارون والأتباع؛ لذلك جاء الجعل هنا بصيغة الجمع.
ويُنهي الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله:
{وَبَشِّرِ المؤمنين}[يونس: ٨٧] .
وفي هذا تنبيه وإشارة إلى أن موسى هو الأصل في الرسالة؛ لذلك جاء له الأمر بأن يحمل البشارة للمؤمنين.
ونلحظ هنا في هذه الآية أن الحق سبحانه جاء بالتثنية في التبوء، وجاء بالجمع في جعل البيوت، ثم جاء بالمفرد في نهاية الآية لينبهنا إلى أن موسى عليه السلام هو الأصل في الرسالة إلى بني إسرائيل.