للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في اجتياز البحر، لكن المجاوزة كانت بأسباب غير ملوحظة بالنسبة للبشر، فالحق سبحانه هو الذي أوحى لموسى:

{أَنِ اضرب بِّعَصَاكَ البحر} [الشعراء: ٦٣] .

ومياه البحر كأية مياه أخرى تخضع لقانون السيولة، والاستطراق هو وسيلة السيولة، وهي عكس التجمد الذي يتسم بالتحيز.

والاستطراق هو الذي قامت عليه أساليب نقل المياه من صهاريج المياه التي تكون في الأغلب أعلى من طول أي منزل، ويتم ضخ المياه إليها؛ لتتوزع من بعد ذلك حسب نظرية الأواني المستطرقة على المنازل، أما إذا كانت هناك بناية أعلى طولاً من الصهريج، هنا يقوم سكان المبنى بتركيب مضخة لرفع المياه إلى الأدوار العالية.

وإذا كان قانون البحر هو السيولة والاستطراق، فكيف يتم قطع هذا الاستطراق؟

يقول الحق سبحانه:

{فانفلق فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطود العظيم} [الشعراء: ٦٣] .

فكيف تحول الماء إلى جبال يفصل بينها سراديب وطرق يسير فيها موسى عليه السلام وقومه؟

كيف يسير موسى وقومه مطمئنين؟

لا بد أنها معية الله سبحانه التي تحميه، وهي تفسير لقول الحق سبحانه:

{إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: ٦٢] .

<<  <  ج: ص:  >  >>