إذن: فيوجد فرق بين تبؤُّء البيوت وتبوء المواطن، فتبؤُّء المواطن هو الوطن.
وسبق أن قال الحق سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام:
{أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً} [يونس: ٨٧] .
هذا في التبوء الخاص، أما في التبوء العام فهو يحتاج إلى قدرة الحق تعالى، وهو سبحانه يقول هنا:
{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بني إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} [يونس: ٩٣] .
والحق سبحانه أتاح لهم ذلك في زمن موسى عليه السلام وأتاح لهم السكن في مصر والشام، وهو سبحانه القائل:
{سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: ١] ٍ.
وما دام الحق سبحانه قد بارك حول فلا بد أن فيه خيراً كثراً، ولا بد أن تكون الأرض التي حوله مُبوَّاً صدق.
وكلمة «الصدق» تعني جماع الخير والبر؛ «ولذلك نجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حينما سئل: أيكون المؤمن جباناً؟ قال:» نعم «وحين سئل: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال:» نعم «. وحين سئل أيكون المؤمن كذاباً؟ قال:» لا «.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute