للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وآيات القرآن الكريم التي تحمل منهج الله.

وهم كانوا يُكذِّبون بكل الآيات.

والخطاب في هذه الآية هو خطاب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وجاء معطوفاً على ما في الآية السابقة، حيث يقول الحق سبحانه:

{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ} [يونس: ٩٤] .

وكل ما يريد من مثل هذا القول لا يصح أن نفهم منه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الممكن أن يشك، أو من المحتمل أن يكون من الذين كذَّبوا بآيات الله سبحانه وتعالى ولكن إيراد مثل هذا الأمر، هو إيراد لدفع خواطر البشرية، أيًا كانت تلك الخواطر، فإذا وجدنا الخطاب المراد به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في التنزيل، فغاية المراد اعتدال موازين الفهم في أمّته تعليماً وتوجيهاً؛ لأن المنهج مُنزّل عليه لتبليغه لأمته فهو شهيد على الأمم.

وإذا كانت الآية التي سبقت توضح: إن كنت في شك فاسأل، فهو سبحانه يعطيه السؤال؛ ليستمع منه إلى الجواب، وليُسْمعه لكل الأمة؛ الجواب القائل: أنا لا أشك ولا أسأل، وحسبي ما أنزل الله سبحانه عليَّ.

ألم يَرِدْ في القرآن الكريم أن الحق سبحانه وتعالى يقول للملائكة يوم القيامة بمحضر من عبدوا الملائكة، ويشير إلى هؤلاء الذين عبدوا الملائكة ومخاطباً ملائكته.

{أهؤلاء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ} [سبأ: ٤٠] .

ونحن نعلم أن الملائكة:

{لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>