ولو أنزله الحق سبحانه مَلَكاً فسوف يكون من نفس طبيعتهم البشرية، وسوف يلتقي بهم ويتكلم معهم، ولن يستطيعوا تمييزه عن بقية الناس وسوف يُكذِّبونه أيضاً.
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها يقول الحق سبحانه رَدًّا له عن هذا الطلب:{إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ}[هود: ١٢] .
وهذا الكلام موجَّه من الله سبحانه للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليُلقِّنه الحجة التي يرد بها عليهم، وقد قال لهم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عن نفسه إنه نذير وبشير، وقد طلب غيركم الآيات، وحين جاءت الآيات التي طلبوها لم يؤمنوا، بل ظلُّوا على تكذيبهم؛ فنكَّل الحق سبحانه بهم.
إذن: فالعناد بالكفر لا ينقلب إلى إيمان بمجرد نزول الآيات، والحق سبحانه هو القائل: