مثال ذلك: هو حكم الحق سبحانه على أبي لهب وعلى امرأته بأنهما سيدخلان النار فهل كان من الممكن أن يعلن أبو لهب إسلامه، ولو نفاقاً؟ طبعاً لا؛ لأن الذي خلقَه علم كيف يتصرف أبو لهب.
لذلك نجد بعد سورة المسد التي قررت دخول أبي لهب النار، قول الحق سبحانه:
{قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}[الإخلاص: ١] .
أي: أن الحق سبحانه ما دام قد أصدر حكمه بأن أبا لهب سيدخل وزوجه النار، فلن يقدر أحد على أن يُغيِّر من حكمه سبحانه، فلا إله إلا هو.
ويُنهي الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله تعالى:
{فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ}[هود: ١٤] .
وهذا استفهام، أي: طلب للفهم، ولكن ليس كل استفهام طلباً للفهم، فهذا الاستفهام هنا صادر عن إرادة حقيقية قادرة على فرض الإسلام على من يستفهم منهم.