للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو شهود من الأنبياء الذين بلغوهم منهج الله؛ لأن الحق سبحانه يقول:

{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً} [النساء: ٤١] .

وأيضاً الشهيد على هؤلاء هو المؤمن من أمة محمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ، فيبلِّغها إلى غيره، مصداقاً لقول الحق سبحانه:

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس} [البقرة: ١٤٣] .

وكلمة «الشهادة» تعني: تسجيل ما فعلوا، وتسجل أيضاً أنهم بُلِّغوا المنهج وعاندوه وخرجوا عليه، فارتكبوا الجريمة التي تقتضي العقاب، لأن العقوبة لا تكون إلا بجريمة، ولا تجريم إلا بنص، ولا نص إلا بإعلام.

ولذلك نجد القوانين التي تصدر من الدولة تحمل دائماً عبارة «يُعمل بالقانون من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية» .

إذن: فعمل الأشهاد أن يعلنوا أن الذين أنكروا الرسالة والرسول قد بُلِّغوا المنهج، وبُلِّغوا أن إنكار هذا المنهج وإنكار هذا الرسول هو الجريمة الكبرى، وأن عقوبة هذا الإنكار هي الخلود في النار.

ولأن الحق سبحانه وتعالى هو العدل نفسه؛ لذلك فلا عقاب إلا بالتأكيد من وقوع الجريمة، لذلك لا بد من شهادات متعددة، ولذلك يأتي الشاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>