ومثال ذلك: أنت حين ترى الأسد في أي حديقة من حدائق الحيوان، يصول ويجول، ويأكل اللحم النَّيء المقدم له من الحارس، أتحدثك نفسك أن تفعل مثله؟ . . طبعاً لا، لكنك إن رأيت فارساً على جواد ومعه سيفه، فنفسك قد تحدثك أن تكون مثله.
وهكذا نجد أن الأسوة تتطلب اتحاد الجنس؛ ولذلك قلنا: إن الأسوة هي الدليل على إبطال من يدَّعي الألوهية لعزير أو لعيسى عليهما السلام.
ثم يقول الحق سبحانه وتعالى ما جاء على لسان الملأ الكافر من قوم نوح:
{وَمَا نَرَاكَ اتبعك إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا}[هود: ٢٧] .
والأراذل جمع «أرذل» ، مثل قولنا:«أفاضل قوم» ، وهي جمع «أفضل» .
والأرذل هو الخسيس الدنيء في أعين الناس. ورذال المال أي: رديئه. ورذال كل شيء هو نفايته.
ونرى في الريف أثناء مواسم جمع «القطن» عملية «فرز» القطن، يقوم بها صغار البنين والبنات، فيفصلون القطن النظيف، عن اللوز الذي لم يتفتح