وهكذا فُوِّضَتْ أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تفويضين: فُوِّضَتْ في نقل رسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إلى الأجيال، وكل جيل ينقلها إلى الجيل الذي يليه.
وها هو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول:«نَضَّر الله امرأ سمع مقاتلي فوعاها وأداها إلى من لم يسمعها، فرُبَّ مُبلغٍ أوعى من سامع» .
وفُوِّضَتْ أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في أن تقف من الكافرين موقف تأديب، لا لتفرض الدين ولكن لتحمي حق اختيار الدين، فلم يحدث أن رُفع سيفٌ في الإسلام ليفرض ديناً؛ بل رفع السيف ليحمي حرية اختيار الإنسان للدين.