للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحد؛ لأن الرسول لا ينفصل عن منهجه.

وقوله الحق: {آتَيْنَا موسى الكتاب} [هود: ١١٠] أمر يتعلق بفعل الحق سبحانه، ولله ذات، ولله صفات، ولله أفعال.

وهو سبحانه مُنزَّه في ذاته عن أي تشبيه، ولله صفات، وهي ليست ككل الصفات، فالحق سبحانه موجود، وأنت موجود، لكن وجوده قديم أزليٌّ لا ينعدم، وأنت موجود طارىء ينعدم.

ونحن نأخذ كل ما يتعلق بالله سبحانه في إطار:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] .

فإذا تكلم الحق سبحانه عن الفعل فخذ كل فعلٍ صدر عنه بقوته سبحانه غير النهائية.

وقوله سبحانه هنا:

{آتَيْنَا موسى الكتاب} [هود: ١١٠] .

نفهم منه أن هذا الفعل قد استلزم صفات متكاملة، علماً وحكماً، وقدرةً، وعفواً، وجبروتاً، وقهراً، فهناك أشياء كثرة تتكاتف لتحقيق هذا الإتيان.

وقد يسأل سائل: وما دام موسى عليه السلام قد أوتي الكتاب، واختُلف فيه، فلماذا لم يأخذ الحق سبحانه قوم موسى كما أخذ قوم نوح، أو قوم عاد، أو قوم ثمود، أو بقية الأقوام الذين أخذهم الله بالعذاب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>