للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثال ذلك: اختلاف أبنائك فيما يحبونه من ألوان الطعام، فتجد ابناً يفضِّل صدر الدجاجة، وآخر يفضل الجزء الأسفل منها «الوَرِك» ، وتضحك أنت لهذا الاختلاف، لأنه اختلاف في ظاهر الأمر، ولكن باطنه وِفَاق، لو اتفقنا جميعاً في الأمزجة لوجدنا التعاند والتعارض؛ وهذا ما ينتشر بين أبناء المهنة الواحدة.

ولمن يسأل: هل الخلق للاختلاف أم الخلق للرحمة؟

نقول: إن الخلق للاختلاف والرحمة معاً، لأن الجهة مُنفكَّة.

ثم يقول سبحانه في نفس الآية: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ} [هود: ١١٩] .

والحق سبحانه قد علم أزلاً بمن يختار الإيمان ومن يختار الكفر، وهذا من صفات العلم الأزليّ لله سبحانه وتعالى ولذلك قال سبحانه: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} أي: علم سبحانه مَنْ مِنْ عباده سيختار أن يعمل في الدنيا عملَ أهل النار، ومن سيختار أن يعمل عملَ أهل الجنة؛ لسبْق علمه الأزليّ بمرادات عباده واختياراتهم.

وسبق أن ضربنا مثلاً ولله المثل الأعلى بعميد الكلية الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>