فماذا يكون لنا؟ ولم يَقُلْ لهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:«ستملكون الدنيا، وستصبحون سادة الفُرْس والروم» ، بل قال لهم:«لكم الجنة» .
لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعلم أن منهم مَنْ سيموت قبل أن تتحقق تلك الانتصارات؛ لذلك وعدهم بالقَدْر المشترك الذي يتساوى فيه مَنْ يموت بعد إعلانه للإيمان، وبين مَنْ سيعيش ليشهد تلك الانتصارات.
وهكذا تبينا كيف تضمَّنت الآية الكريمة تثبيت فؤاد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ وكيفية إعداد هذا الفؤاد لاستقبال الحق والموعظة وذكرى المؤمنين معه.
هذا هو الطرف الأول، فماذا عن الطرف الثاني؛ الطرف المكذِّب للرسول؟
كان ولا بد أن يتكلم الحق سبحانه هنا عن المكذِّبين للرسول؛ لأن استدعاء المعاني يجعل النفس قابلة للسماع عن الطرف الآخر.
وما دام الحق سبحانه قد تكلم عن تثبيت وعاء الاستقبال،