وهكذا يَثْبت لنا أن كل ما نملك موهوب لنا من الله تعالى وليس هناك ما هو ذاتيٌّ فِينا، وما نملكه اليوم لا يخرج عن الملكية الموقوتة، فإذا جاء يوم القيامة؛ رجع كل ما نملك لله سبحانه وتعالى.
ولذلك يقول الحق سبحانه:
{لِّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار}[غافر: ١٦] .
ولذلك أيضاً تشهد الجوارح على الإنسان؛ لأنها تخرج عن التسخير الذي كانت عليه في الدنيا.
وإذا كان الحق سبحانه يقول هنا:
{وَللَّهِ غَيْبُ السماوات والأرض}[هود: ١٢٣] .
فهو سبحانه يقول في آية أخرى:{لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثرى}[طه: ٦] .
وكأن الحق سبحانه ينبه البشر منذ نزول القرآن إلى أهمية ما تحت الثرى من كنوز يمتنُّ الله تعالى بها على عباده أنه يملكها.