وبعد كل هذه الأدلة فليس من حَقِّ أحد أن يتساءل: هل هَمَّ يوسف بامرأة العزيز، أم لم يَهِمّ؟
وفي الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها، يقول الحق سبحانه:
{لولا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}[يوسف: ٢٤] .
والبرهان هو الحجة على الحكم. والحق سبحانه هو القائل:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولاً}[الإسراء: ١٥] .
وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه:{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل}[النساء: ١٦٥] .
أي: لا بُدَّ أن يبعث الحقُّ رسولاً للناس مُؤيداً بمعجزة تجعلهم يُصدِّقون المنهج الذي يسيرون عليه؛ كي يعيشوا حياتهم بانسجام إيماني، ولا يعذبهم الله في الآخرة.