وصدق رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حين قال:«دَعْ ما يَرِيبُك إلى ما لا يَرِيبك، فإن الصدقَ طُمأنينة، وإن الكذبَ ريبة» .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرى أن الإيمان بالله يقتضي ألاَّ يقف المؤمن موقفَ الرِّيبة؛ لأن بعض الناس حين يَرَوْنَ نَابِهاً، قد تثير الغيرةُ من نباهته البعضَ؛ فيتقوَّلون عليه.
لذلك فعليك أن تحتاطَ لنفسك؛ بألاَّ تقف موقف الرِّيبة، والأمر الذي تأتيك منه الرِّيبة؛ عليك أن تبتعد عنه.
ولنا في رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أسوة حسنة، «فقد جاءته زَوْجه صفية بن حُيي تزوره وهو معتكف في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة من العشاء، ثم قامتْ تنقلب أي: تعود إلى حجرتها فقام معها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن أم سلمة زوج رسول الله صلى الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، مرّ بهما رجلان من الأنصار فسلَّما على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثم نفذا، فقال لهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:» على رِسْلكما، إنما هي صفية بنت حُيي. قالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ما قال. قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما «.