وكذلك وجوده سبحانه ليس كوجودك؛ لأن وجوده وجود واجد أزليّ، وأنت حَدَثٌ طارئ على الكون الذي خلقه سبحانه.
ولذلك قاس بعض الناس رحلة الإسراء والمعراج على قدرة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ ولم ينتبهوا إلى أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال:«لقد أُسري بي» .
ونزل قول الحق سبحانه:{سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السميع البصير}[الإسراء: ١]
وهكذا تعلم أن الفعل لم يكن بقوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ ولكن بقوة من خلق الكون كله، القادر على كل شيء، والذي لا يمكن لمؤمن حق أن يشرك به، أمام هذا البرهان. ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: