الماء قد نبع من أصابعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ والطعام القليل أشبع القوم وفاض منه، والغمامة قد ظللته، وجذع النخلة قد أَنَّ بصوت مسموع عندما نقل رسول الله منبره؛ بعد أنْ كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخطب من فوق الجذع.
وقد يكونون أصحاب عُذْر في ذلك؛ لأنهم لم يَرَوا تلك المعجزات الحِسِّية؛ بحكم أنهم كافرون؛ واقتصرت رُؤْياهم على مَنْ آمنوا برسالته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
وهكذا نعلم أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يُحرم من المعجزات الكونية؛ تلك التي تحدث مرة واحدة وتنتهي؛ وهي حُجَّة على مَنْ يراها؛ وقد جاءتْ لتثبت إيمان القِلَّة المضطهدة؛ فحين يروْنَ الماء مُتفجِراً بين أصابعه، وَهُمْ مَزلْزلون بالاضطهاد؛ هنا يزداد تمسُّكهم بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
ولكن الكافرين لم يَرَوْا تلك المعجزات. وكان عليهم الاكتفاء بالمعجزة التي قال عنها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:«القرآن كافيني» .
والقرآن معجزة من جنس ما نبغتُم فيه أيها العرب، ومحمّد رسول من أنفسكم، لم يَأْتِ من قبيلة غير قبيلتكم، ولسانه من