للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقائل أن يسأل: لماذا جاء الحق سبحانه هنا بالإجابة؛ ولم يتركْها لتأتي منهم؟

ونقول: إن مجيء الإجابة من الحق هنا عن الذي خلق السماوات والأرض أقوى مِمّا لو جاءت الإجابة منهم.

والمثل من حياتنا؛ ولله المَثَل الأعلى؛ قد تقول لابنك الصغير المُتَشاحِن مع أخيه الكبير: مَنِ الذي جاء لك بالحُلَّة الجديدة؟ فيرتبك خجلاً؛ لأنه يعلم أن مَنْ جاء له بالحلة الجديدة هو أخوه الأكبر الذي تشاحن معه؛ فتقول أنت: جاء لك بها أخوك الأكبر الذي تشاحنتَ معه.

وهنا لحظة أن يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لهم ما أمره الله أن يقول: {قُلْ مَن رَّبُّ السماوات والأرض ... } [الرعد: ١٦]

فسوف يرتكبون؛ فيؤكد لهم بعد ذلك ما أمره الله أن يقول: {قُلِ الله ... } [الرعد: ١٦]

ويتتابع أمر الله لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فيقول له الحق سبحانه: {قُلْ أفاتخذتم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً ... } [الرعد: ١٦]

وهكذا يكشف لهم الرسول ببلاغ الحق سبحانه مدى جهلهم؛ وهم مَنْ سبق لهم الاعتراف بأن الله هو خالق السماوات والأرض؛ ولم يجرؤ واحد منهم على أن ينسب خَلْق السماوات والأرض للأصنام.

وهنا يوضح لهم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ما أمر الحقُّ سبحانه بإيضاحه: لقد خلق الله السماوات والأرض أفبعد ذلك تتخذون من

<<  <  ج: ص:  >  >>