للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبِّهِمُ الحسنى ... } [الرعد: ١٨]

ويقول تعالى في آية أخرى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ ... } [يونس: ٢٦]

والحسنى هي الأمر الأحسن؛ وسبحانه خلق لك في الدنيا الأسباب التي تكدح فيها؛ ولكنك في الآخرة تحيا بكل ما تتمنى دون كدح، وهذا هو الحسن.

وهَبْ أن الدنيا ارتقتْ؛ والذين يسافرون إلى الدول المُتقدمة؛ وينزلون في الفنادق الفاخرة؛ يُقال لهم اضغط على هذا الزر تنزل لك القهوة؛ والزِّر الآخر ينزل لك الشاي.

وكل شيء يمكن أن تحصل عليه فَوْر أن تطلبه من المطعم حيث يُعدُّه لك آخرون؛ ولكن مهما ارتقتْ الدنيا فلن تصل إلى أنْ يأتي لك ما يمرُّ على خاطرك فَوْر أنْ تتمناه؛ وهذا لن يحدث إلا في الآخرة.

وكلمة «الحسنى» مُؤنَّثة وأفعل تفضيل؛ ويُقَال «حسنة وحُسْنى» ؛ وفي المذكر يُقَال «حسن وأحسن» . والمقابل لمن لم يستجيبوا معروف.

والحق سبحانه يقول هنا: {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي الأرض جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ ... } [الرعد: ١٨]

أي: يقول خذوا ما أملك كله واعتقوني، لكن لا يُستجاب له.

ويقول الحق سبحانه:

<<  <  ج: ص:  >  >>