للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَكْظِم غيظك وتعفو؛ وبذلك فأنت تحسن إليه.

وتجد الحق سبحانه يقول: { ... ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: ٣٤]

وإذا أنت جرَّبْتَها في حياتك؛ وأخلصْتَ المودة لمن دخل في العداوة معك؛ ستجد أنه يستجيب لتلك المودة ويصبح صديقاً حميماً لك.

ولكن هناك مَنْ يقول: جرَّبْتُ ذلك ولم تنفع تلك المسألة.

وأقول لمن يقول ذلك: لقد ظننتَ أنك قد دفعتَ بالتي هي أحسن، لكنك في واقع الحال كنت تتربص بما يحدث منك تجاه مَنْ دخلتَ معه في عداوة، ولم تُخلص في الدفع بالتي هي أحسن، وأخذت تُجرِّب اختبار قول الله؛ فذهبتْ منك طاقة الإخلاص فيما تفعل؛ وظل الآخر العدو على عداوته.

لكنك لو دفعتَ بالتي هي احسن ستجد أن الآية القرآنية فيها كل الصِّدْق؛ لأن الله لا يقول قضية قرآنية ثم تأتي ظاهرة كونية تُكذِّب القرآن.

ولذلك يقول الشاعر:

يَا مَنْ تُضايِقه الفِعَالُ مِنَ التي ومِنَ الذي ... دفع فِدْيتك بالتي حتَّى نَرى فإذَا الذِي

أي: يا مَنْ تضايقه أفعال الذي بينك وبين عداوة؛ عليك أن

<<  <  ج: ص:  >  >>