والمقصود بالكتاب هنا القرآن؛ ومَنْ يقرأ القرآن بإمعان يستطيع أن يرى الإعجاز فيه؛ ومَنْ يتدبر ما فيه من مَعَانٍ ويتفحَّص أسلوبه؛ يجده شهادة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
أو يكون المقصود بقوله الحق:{ ... وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب}[الرعد: ٤٣]
أي: هؤلاء الذين يعلمون خبر مَقْدِم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من التوراة والإنجيل؛ لأن نعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وصفته مذكورة في تلك الكتب السابقة على القرآن؛ لدرجة «أن عبد الله بن سلام، وقد كان من أحبار اليهود قال:» لقد عرفت محمداً حين رأيته كمعرفتي لابني ومعرفتي لِمُحمد أشد «.
ولذلك ذهب إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقال له: يا رسول الله إن نفسي مالتْ إلى الإسلام، ولكن اليهود قوم بُهَتٌ، فإذا أعلنتُ إسلامي؛ سيسبُّونني، ويلعنوني، ويلصقون بي أوصافاً ليست فيّ. وأريد أنْ