و «مُصرِخ» يدل على الفعل «أصرخ» ، وهو فعل دخلت عليه ما يُسمّى في اللغة «همزة الإزالة» . والمثل هو كلمة «معجم» أي: الذي يدلُّك على معنى للفظ لُيُزيلَ إبهامه؛ فيقال «أعجم الكتاب» أي: أزال إبهامه، وهذه الهمزة التي دخلتْ تُوضِّح إزالة العُجْمة عن الكلمة.
والمثل أيضاً على هذه الهمزة؛ هو كلمة «عتب» أي: لامه، وحين تدخل عليها الهمزة تصبح «أعتب» أي: أزال ما به عَتَب.
ونجد في دعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قوله الشريف:«لك العُتْبى حتى ترضى» .
أي: إذا كُنتَ يا ربّ تعتب عليَّ في أيِّ شيء؛ فأنا أدعوك أن تُزيل هذا العتب.
وهكذا نجد أن الإزالة تأتي مرة بإضافة الهمزة؛ ومرة تأتي بالتضعيف؛ مثل قولنا «مرَّض الطبيب مريضه» أي: أزال عنه - بإذن من الله - مرضه.
إذن:«مُصْرخ» هو مَنْ يُزيل صراخ آخر؛ فكأن هناك مَن استغاث؛ فجاءه مَنْ يُغيثه. وهكذا يلعن الشيطان في اليوم الآخر أنه ومَنْ أغواهم في مأزق؛ وأنه غَيْر قادر على إزالة سبب هذا المأزق؛ ولا هُمْ بقادرين على إزالة سبب مأزقه؛ ولن يُغيث أحدهما الآخر.