ونحن لا نغسل وجوهنا لحظة أن نقوم بالصلاة؛ ولكننا نغسلها ونستكمل خطوات الوضوء حين يُؤذّن المؤذن ونمتلك إرادة الصلاة، فكأن القول هنا يعني: إذا أردتُم القيام إلى الصلاة فافعلوا كذا وكذا.
ونعلم أن ذِكْر الشيء بسببه كأنه هو؛ ولذلك يُقال: إذا كان الآذان قد أذّن في المسجد؛ وأنت خارج من منزلك بقصد الصلاة؛ فلا تجري لتلحق بالإمام وتُدرك الصلاة؛ لأنك في صلاة من لحظة أنْ توضأْتَ وخرجتَ من بيتك للصلاة؛ وإياك أنْ تفعلَ حركة تتناقض مع الصلاة، وادخل المسجد بسكينة ووقار لتؤدي الصلاة مع الإمام.
وحين نتأمل قول الحق سبحانه:
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله لاَ تُحْصُوهَا. .}[إبراهيم: ٣٤] .
ستجد أن العادة في اللغة هي استعمال «إن» في حالة الأمر المشكوك فيه، أما الأمر المتُيقّن فنحن نستخدم «إذا» مثل قوله الحق: