ويتابع عيسى عليه السلام القَوْل:{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم}[المائدة: ١١٨] .
وهكذا تأتي العزّة والمغفرة بعد ذِكْر العذاب؛ فهناك مواقف تُناسِبها العِزّة والحكمة؛ ومواقف تناسبها المغفرة والرحمة، ولا أحدَ بقادرٍ على أنْ يردّ لله أَمْرَ مغفرةٍ أو رحمةٍ؛ لأنه عزيزٌ وحكيمٌ.
وقوله الحق:
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ الناس ... }[إبراهيم: ٣٦] .
يعكس صفات مناسبة للمُقدِّمات الصدرية في الآية، وتؤكد لنا أن القرآن من حكيم خبير، وأن الله هو الذي أوحى إلى عبده القرآن:{سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى}[الأعلى: ٦] .
فما الذي يجعله يقول في الآية:{الغفور الرحيم}[الزمر: ٥٣] .
وفي آية أخرى:{العزيز الحكيم}[المائدة: ١١٨] .
مع أن السياق المعنويّ قد يُوحي من الظاهر بعكس ذلك؟