بالحجيج علاقةٌ قوية؛ لأن الهوى في الحجيج هوى قلوب؛ لا جيوب. وأنت تجد الإنسان يجمع النقود الخاصة بالحج، وقد يحرم نفسه من أشياء كثيرة من أجل أن يحظَى بأداء تلك الفريضة.
وكلمة «هوى» مُكوّنة من مادة «الهاء» و «الواو» و «الياء» ولها معَانٍ متعددة، فلك أنْ تقول «هَوَى» أو تقول «هَوِى» ، فإنْ قلت:«هَوَى يهوي» من السقوط من مكان عالٍ؛ دون إرادة منه في السقوط؛ وكأنه مقهورٌ عليه، وإنْ قُلْت:«هَوِى يهويَ» فهذا يعني أحبّ، وهو نتيجة لِميْل القلوب، لا مَيْل القوالب.
فهم في مكان لا يمكن زراعته. وقد تقبَّل الحق سبحانه دعاءَ إبراهيم عليه السلام؛ ووجدنا التطبيق العملي في قوله الحق:{أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يجبى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا ... }[القصص: ٥٧] .