للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لِيَجْزِيَ الله كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ... } [إبراهيم: ٥١] .

يعني أن المؤمن أو الكافر سَيلْقي جزاء ما فعل؛ إنْ ثواباً أو عقاباً.

والكسب - كما نعلم - هو أن تأخذ زائداً عن الأصل، فأنت حين تحرم نفسك من شيء في الدنيا؛ ستأخذ جزاء هو الثواب وما يزيد عن الأصل.

ومَنْ كسب سيئة سيأخذ عقاباً عليها، ويُقَال «كسب السيئة» ولا يقال «اكتسبها» ذلك أن ارتكابه للسيئة صار دُرْبة سلوكية؛ ويفرح بارتكابها، ولا بُدَّ إذن من الجزاء؛ والجزاء يحتاج حساباً، والحساب يحتاج ميزاناً.

وقد يقول المؤمن: إنِّي أُصدِّق ربي، ولن يظلم ربِّي أحداً. ونقول: إن المقصود بالميزان هو إقامة الحجة؛ ولذلك نجده سبحانه يقول: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [القارعة: ٦ - ٧] .

ويقول أيضاً: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: ٨ - ٩] .

ونجد القسمة العقلية في الميزان واضحة فهي مرة «ثَقُلَت»

<<  <  ج: ص:  >  >>