ويقول الحق سبحانه متابعاً:{وَيُلْهِهِمُ الأمل ... }[الحجر: ٣]
أي: أن يَنصبوا لأنفسهم غايات سعيدة؛ تُلهِيهم عن وسيلة ينتفعون بها؛ ولذلك يقول المثل العربي:«الأمل بدون عمل تلصُّص» فما دُمْت تأمل أملاً؛ فلا بُدَّ أن تخدمه بالعمل لتحققه.
ولكن المثل على الأمل الخادع هو ما جاء به الحق سبحانه على لسان مَنْ غَرَّتْه النعمة، فقال:{مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هذه أَبَداً وَمَآ أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً ... }[الكهف: ٣٥٣٦]
ولكن الساعة ستقوم رَغْماً عن أَنْف الآمال الكاذبة، والسراب المخادع.
ويقول الحق سبحانه:{ ... وَيُلْهِهِمُ الأمل فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}[الحجر: ٣]
وكلمة (سوف) تدل على أن الزمن مُتراخٍ قليلاً؛ فالأفعال مثل «يعلم» تعني أن الإنسان قد يعلم الآن؛ ويعلم من بَعْد الآن بوقت قصير، أما حين نقول «سوف يعلم» فتشمل كل الأزمنة.
فالنصر يتحقق للمؤمنين بإذن من الله دائماً؛ أما غير المؤمنين فلسوف يتمنَّوْنَ الإيمان؛ كما قُلْنا وأوضحنا من قبل.
وهكذا نرى أن قوله:{ ... فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}[الحجر: ٣]