على الاستقامة، ويحاولون أَخْذهم إلى طريق الانحراف؛ لأن كل منحرف إنما يلوم نفسه متسائلاً: لماذا أخيب وحدي؛ ولا يخيب معي مثل هذا المستقيم؟ وتمتلئ نفسه بالاحتقار لنفسه.
وكذلك كان إبليس في حُمْق رده على الله، ولكنه ينتبه إلى مكانته ومكانة ربه؛ أيدخل في معركة مع الله، أم مع أبناء آدم الذي خلقه سبحانه كخليفة ليعمر الأرض؟
لقد حدّد إبليس موقعه من الصراع، فقال:{ ... فَأَنظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[الحجر: ٣٦]
وهذا يعني أن مجالَ معركته مع الخَلْق لا مع الخالق؛ لذلك قال:{ ... وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[الحجر: ٣٩]
وكلمة (أجمعين) تفيد الإحاطةَ لكل الأفراد، وهذا فوق قدرته بعد أنْ عرف مُقَامه من نفسه ومن ربه، فقال ما جاء به الحق سبحانه في الآية التالية:{إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ... }